رئيس مجلس الادارة و التحرير
نجلاء كمال

غزة تتنفس السلام بصعوبة.. هل تعود الحرب من جديد؟

شرين احمد

الأربعاء, 15 أكتوبر, 2025

10:22 ص

بعد عامين من الدمار والحصار، يعيش سكان قطاع غزة هدوءًا حذرًا عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت يرى فيه محللون أن الهدنة تمثل بداية لمسار شاق نحو السلام وإعادة الإعمار، وسط غموض سياسي وتحديات إنسانية غير مسبوقة.

ووصفت وكالة «أسوشيتد برس» في تقرير لها الاتفاق بأنه ثمرة مفاوضات طويلة ومعقدة، لكنها حذرت من أنه قد لا يكون سوى الخطوة الأولى في طريق مليء بالعقبات، مؤكدة أن غزة اليوم "تحتاج إلى أكثر من إعادة الإعمار... إنها بحاجة إلى من يرسم ملامح مستقبلها".

ترامب: الأصعب انتهى.. والبناء سيكون الأسهل

ولفت تقرير "أسوشيتد برس" إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قاد الوساطة بين إسرائيل وحماس، أعلن خلال قمة شرم الشيخ أن "الخطوات الأولى نحو السلام هي دائمًا الأصعب"، معتبرًا أن الهدنة تمثل "نهاية للحرب وبداية لإعادة إعمار غزة".

وقال بثقة:"إعادة البناء قد تكون الجزء الأسهل، لأن الأصعب قد أُنجز بالفعل".

لكن محللين، نقلت عنهم "أسوشيتد برس"، حذروا من المبالغة في التفاؤل، مشيرين إلى أن الاتفاق هشّ ويحتاج إلى رعاية دولية مستمرة، وإلا فقد تنهار الهدنة سريعًا.

أسئلة بلا إجابات

وأوضح التقرير أن المرحلة الحالية تثير تساؤلات كبرى: من سينزع سلاح حماس؟ ومتى ستنسحب إسرائيل من القطاع؟ ومن سيقود القوة الأمنية والمجلس الإداري المؤقت لغزة؟

تساؤلات وصفها التقرير بأنها ألغام مؤجلة، قد تعرقل أي تقدم إذا لم تُحسم سريعًا.

ويرى محللون أن الحفاظ على الهدوء يتطلب انخراطًا أميركيًا ودوليًا متواصلًا، لأن غياب الضغط الدولي "قد يعيد المنطقة إلى نقطة الصفر".

تاريخ طويل من الإخفاقات

هذا الاتفاق هو الثالث منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بعد محاولتين سابقتين فشلتا في تحقيق تقدم حقيقي.

ويشير التقرير إلى أن التحول الأخير في المواقف جاء بعد إعادة انتخاب ترامب، الذي استخدم علاقاته مع إسرائيل وبعض الوسطاء العرب لدفع العملية السياسية، لكنه لا يزال يواجه إرثًا من الفشل الأميركي الممتد منذ مدريد 1991 وحتى أوسلو 1993 ومفاوضات 2014.

نتنياهو بين ضغوط الداخل والتزامات الخارج

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معضلة معقدة؛ فهو يعلن التزامه بـ"خطة ترامب للسلام"، لكنه في الوقت نفسه يواجه ضغوطًا داخلية من حلفائه المتشددين الرافضين لإنهاء الحرب.

ويخشى مراقبون أن يؤدي أي تراجع من نتنياهو إلى انهيار حكومته قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.

 

إنسان غزة قبل السياسة

يرى التقرير أن التحدي الأكبر إنساني قبل أن يكون سياسيًا. فغزة اليوم منهكة: عشرات الآلاف من القتلى، أكثر من 90% من السكان نازحون، ومستشفياتها ومنازلها مدمرة.

تقول الباحثة لوسي كورتزر-إلنبوغن: "كل شيء يجب أن يحدث في وقت واحد... لا رفاهية للتأجيل، فإعادة الإعمار وبناء المؤسسات يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب".

سلام غامض.. وأمل مؤجل

وينقل التقرير عن الباحثة منى يعقوبيان قولها: إن الاتفاق بدا "غامضًا عمدًا" في ما يتعلق بحل الدولة الفلسطينية، بينما تجنب ترامب الخوض في التفاصيل مكتفيًا بالقول: "البعض يفضل حل الدولة الواحدة وآخرون حل الدولتين... سنرى ما سيحدث".

ويختتم الدبلوماسي الأميركي السابق روبرت وود بقوله:"إنه يوم جيد، لكن الحرب لم تنته بعد... ما ينتظرنا هو الأصعب".